للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعتبر من أقوى وأشد الأقوال والتّوصيات على الإطلاق، فهو لم يقل وتواصوا بالصّبر وبالمرحمة فهذا أقل شدة وقوة من القول الأوّل، ولم يقل تواصوا بالصّبر والمرحمة وهذا أقل شدة وقوة من القول الثّاني.

وإذا قارنّا هذه الآية (١٧) من سورة البلد ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾ مع الآية (٣) من سورة العصر ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾: السّياق في سورة العصر مختلف تماماً عن السّياق في سورة البلد.

السّياق في سورة البلد عن المسغبة والتواصي بالصّبر والتّراحم وإطعام القريب والفقير.

أمّا السّياق في سورة العصر فهو عن الإنسان الخاسر بشكل عام، واستثنى من هؤلاء الذين تواصوا بالحق وتواصوا بالصّبر؛ أي: بالالتزام بالدين والإيمان والصبر.

سورة البلد [٩٠: ١٨]

﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾:

﴿أُولَئِكَ﴾: اسم إشارة يشير إلى الذين فكُّوا رقبة وأطعموا في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة، وتواصوا بالصّبر وتواصوا بالمرحمة.

﴿أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾: الذين يؤتَون أو يعطَون كتبهم بأيمانهم يوم القيامة؛ أي: السّعداء أصحاب الجنة، ولم يقل أصحاب اليمين وقال: "أصحاب الميمنة"؛ لأنّ أصحاب الميمنة: تجمع أصحاب اليمين هؤلاء وفئات أخرى من الذين تواصَوا بالحق وتواصَوا بالجهاد وتواصَوا بالدّعوة، وهم كذلك أصحاب اليُمن: الخير والبركة.

سورة البلد [٩٠: ١٩]

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ﴾:

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا﴾: أي جحدوا وأعرضوا ولم يؤمنوا بآيات القرآن والآيات الكونية، والبينات الدّالة على وجوب الإيمان بالله وحده وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>