﴿ذَا مَتْرَبَةٍ﴾: مشتقة من كلمة تَرِب: أي افتقر، ومعناه: التصق بالتّراب؛ أي: يبيت على التراب، أو يعيش قرب المزابل ليبحث عن الفضلات وبقايا الطّعام.
وذو متربة: أو مأواه ومسكنه الطّريق (أي التّراب) لا بيت له إلا قارعة الطّريق، وظهر على وجهه وجسده علامات شدة الجوع والفقر بأن أصبح وجهه شاحباً يشبه لون التّراب.
﴿ثُمَّ﴾: لتباين درجة أو رتبة الإيمان مقارنة بدرجة الصّبر والمرحمة، فالأصل هو الإيمان وهو شرط لقبول العمل الصالح مثل:(فك رقبة أو الإطعام) والالتزام (التواصي) بالصبر وبالمرحمة.
﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾: الباء للإلصاق والدّوام؛ أي: وصّى بعضهم بعضاً بالصّبر والثّبات على الإيمان والصّبر على الشّدائد.
والصّبر على تجنّب المعاصي، وقرن الصّبر بالرّحمة؛ فلا بدّ أن يكون إطعام الفقير مصحوباً بالرّحمة.
فقال تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾: التّعامل بالرّحمة والتّعاطف، وقدّم التّواصي بالصّبر على التّواصي بالمرحمة؛ لأنّ الصّبر يدخل في كلّ العبادات وفعل الأعمال الصّالحة والمعاملات.
وتكرار كلمة "تواصوا" والباء مرتين "تواصوا بالصّبر وتواصوا بالمرحمة"