للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة البلد [٩٠: ١٦]

﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾:

﴿أَوْ﴾: تفيد التخيير في أحد الأمرين.

﴿ذَا مَتْرَبَةٍ﴾: مشتقة من كلمة تَرِب: أي افتقر، ومعناه: التصق بالتّراب؛ أي: يبيت على التراب، أو يعيش قرب المزابل ليبحث عن الفضلات وبقايا الطّعام.

وذو متربة: أو مأواه ومسكنه الطّريق (أي التّراب) لا بيت له إلا قارعة الطّريق، وظهر على وجهه وجسده علامات شدة الجوع والفقر بأن أصبح وجهه شاحباً يشبه لون التّراب.

سورة البلد [٩٠: ١٧]

﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾:

﴿ثُمَّ﴾: لتباين درجة أو رتبة الإيمان مقارنة بدرجة الصّبر والمرحمة، فالأصل هو الإيمان وهو شرط لقبول العمل الصالح مثل: (فك رقبة أو الإطعام) والالتزام (التواصي) بالصبر وبالمرحمة.

﴿كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: الإيمان أوّلاً بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾: الباء للإلصاق والدّوام؛ أي: وصّى بعضهم بعضاً بالصّبر والثّبات على الإيمان والصّبر على الشّدائد.

والصّبر على تجنّب المعاصي، وقرن الصّبر بالرّحمة؛ فلا بدّ أن يكون إطعام الفقير مصحوباً بالرّحمة.

فقال تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾: التّعامل بالرّحمة والتّعاطف، وقدّم التّواصي بالصّبر على التّواصي بالمرحمة؛ لأنّ الصّبر يدخل في كلّ العبادات وفعل الأعمال الصّالحة والمعاملات.

وتكرار كلمة "تواصوا" والباء مرتين "تواصوا بالصّبر وتواصوا بالمرحمة"

<<  <  ج: ص:  >  >>