للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَيَقُولُ رَبِّى أَكْرَمَنِ﴾: أي يظن هذا الإكرام له بالمال أو بغيره من النعم أنّه أهلٌ له ويستحقه، أو لأنّه مفضّل من ربه على غيره من النّاس، وهو ظن خاطئ.

وانتبه إلى اختيار كلمة "أَكْرَمَن" من أكْرَمَ، لا تعني إكراماً دائماً وإنما مؤقت أو قليل أو إكرام عادي، ولم يقل كَرَّمَن من كَرَّمَ، تعني كرم دائم، وفيه مبالغة في الكرم، وأكرمن تشير إلى أنه يطمع في الزيادة في الإكرام.

ولم يقل أكرمني: حذف ياء المتكلم فقال: أَكْرَمَن؛ لأن الإكرام بالمال وغيره من متاع الدنيا ليس هو الإكرام الحقيقي وإنما هو جزء من الإكرام.

سورة الفجر [٨٩: ١٦]

﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَهَانَنِ﴾:

﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ﴾: أما حرف شرط وتفصيل.

﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾: أي ضيق عليه رزقه، وتقديم "عليه": عليه خاصة.

يظن هذا الإنسان أنّ هذا التّضييق إهانة له من الله له وذلة، وهذا غير صحيح وخاطئ، وإنما هو ابتلاء من الله تعالى ليختبره أيصبر أم يكفر.

﴿فَيَقُولُ رَبِّى أَهَانَنِ﴾: ولم يقل أهانني، أهانن؛ أي: إهانة مؤقتة وأهانني تعني إهانة دائمة؛ فهو يعلم أن الله سيغير حاله لقوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ [الانشقاق: ١٩].

سورة الفجر [٨٩: ١٧]

﴿كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾:

﴿كَلَّا﴾: كلمة ردع وزجر؛ أي: ليس المال أو النعمة أو العطاء دلالة على الإكرام من الله، وليس الفقر إهانة وذلاً كما تظنون خطأً، وإنما الغنى والفقر ابتلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>