كيف نصبت كرواسي في الأرض؛ كي لا تميد وتضطرب فهي كالأوتاد تثبت الأرض اليابسة وتحفظ توازنها بالإضافة إلى القوى الأخرى، وقد دلت الدّراسات والأبحاث الجيولوجية أنّ ما نراه ظاهراً من الجبل فوق الأرض لا يمثل إلا الجزء الضئيل وما هو خفي تحت الأرض يمثل الجزء الأعظم من الجبل.
سورة الغاشية [٨٨: ٢٠]
﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾:
﴿سُطِحَتْ﴾: بسطت رغم كونها كروية الشّكل (بيضاوية) وتدور حول نفسها وحول الشّمس بسرعة (٣٠ كيلومتراً بالثّانية)، ومع ذلك لا نشعر بذلك الدّوران فهي كالمهد، وفي بداية خلقها كانت تضاريسها صعبة ولا تصلح للحياة عليها، ثم سخّر الله لها عوامل التعرية من الرياح والمياه الجارية والجليد وتباين درجات الحرارة بين الليل والنهار وبين الفصول مما ساعد على بري هذه الجبال بعوامل التعرية، ثم جرفت المياه هذا البري وخلقت السهول والأودية والطرق، وأصبحت الأرض سهلة وممهدة للحياة.
فمن نظر إلى هذه المخلوقات الأربعة يتبين له قدرة الله وعظمته على الخلق وعلى البعث وأنّه على كلّ شيء قدير، وأنّه هو الإله الحق الذي يستحق أن يُعبد ويطاع.
سورة الغاشية [٨٨: ٢١]
﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ﴾:
المناسبة: أي إن لم ينظروا في هذه المخلوقات ويتعظوا بدلائل قدرته وعظمته فذكِّرهم بها.