وقيل ما: للتعجب؛ أي: ما أعظم كفره، أو أشد كفره مع كثرة الإحسان إليه! أو أتعجب من فرط كفره، فقد أعطاه العقل وأرسل إليه رسله وأنزل عليه كتبه وبيّن له ما أمره به ونهاه عنه.
والكفر: هنا يعني كلّ أنواع الكفر ومنه كفر الجحود بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والبعث، وكفر النعمة والإحسان إليه، وبالتّالي قتل الإنسان: هلك الكافر، فليس هناك مبررٌ وداعٍ إلى كفره فلينظر كيف خلقه ربه.
سورة عبس [٨٠: ١٨]
﴿مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُ﴾:
﴿مِنْ﴾: استفهامية تفيد معنى التّقرير.
﴿أَىِّ﴾: أي أنت أيها الإنسان الكافر كيف تكفر، ألم تُخلق من تراب أو من نطفة من ماء مهين!
سورة عبس [٨٠: ١٩]
﴿مِنْ نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ﴾:
﴿مِنْ نُّطْفَةٍ﴾: من ابتدائية، نطفة الأب والأم (الذكر والأنثى) أي: بداية خلقه من نطفة.
﴿فَقَدَّرَهُ﴾: أي قدر أعضاءه رأسه وعينيه ويديه ورجليه وسائر الأعضاء والحواس، فقدّره نطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة ثمّ عظاماً.
والتقدير يعني: أعطاه من الصفات الوراثية ما يميزه عن غيره وكانت بداية خلقه من نطفة آدم وحواء، والشّفرة الوراثية لا يحددها إلا الله سبحانه، فقدره التقدير وقد يعني: التحكم في الصفات الوراثية لكل فرد من ذرية آدم.