والحرارة، وظلت هذه العوامل تمهد الأرض لمدة (٨٠٠ مليون سنة) حتى هيأ لنا ربنا الأرض لتكون صالحة للحياة فشقّ الفجاج والسبل والتربة، وتركيز المعادن وتكوين السهول المنبسطة، فهذا التمهيد للأرض دليل على طلاقة القدرة الإلهية على الخلق والبعث.
سورة النبأ [٧٨: ٧]
﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾:
جعل الجبال رواسي كالأوتاد تثبّت الأرض؛ لكي لا تميد ولا تضطرب كما تثبّت الخيمة بالأوتاد، حذف كاف التّشبيه ليكون التّشبيه بليغاً.
هذه الجبال التي تكونت من ثورة البراكين من قاع المحيطات والبحار بعد اصطدام الألواح تحت القارات مع بعضها، والتي ألقت بباطنها فوق سطح الأرض ثم نزلت هذه الحمم والبراكين على الأرض واخترقت نطاق الضعف الأرضي فأزاحت من كتلة الأرض إلى أعلى والحركة إلى أعلى وظهرت الجبال على سطح الأرض بشكل أوتاد تحتوي العناصر المعدنية الثقيلة وكل ارتفاع للجبل فوق الأرض له امتداد داخل الأرض يساوي (١٠ - ١٥) ضعفاً، وكلما قامت عوامل التعرية بإزالة شيء من الجبل تشكل في منطقة أخرى ما تكافئ كتلة الجبل الذي زال بالتعرية وغيرها من الظواهر الجوية.
سورة النبأ [٧٨: ٨]
﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾:
أي ذكوراً وإناثاً، والزّوج هو الصنف، وسبحانه خلق كلّ شيء من زوجين حتى الغازات والنباتات والحيوانات حتى غاز الهيدروجين أقل الغازات بناء وأبسطها مركب من بروتون موجب والكترون سالب، وشاءت قدرته أن تستمر الحياة عن طريق التزاوج، ويبقى سبحانه الواحد الأحد المتفرد بالوحدانية المطلقة لا يشاركه فيها أحد من خلقه ولا نبات ولا حيوان ولا جماد.