للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَّذْكُورًا﴾: هنا احتمالان: يحتمل أنّه لم يكن شيئاً، ويحتمل أنّه كان شيئاً ولم يكن مذكوراً.

وقيل: الإنسان هنا يعني: آدم ، والحين الذي مرَّ عليه (٤٠) سنة كان مصوراً من طين، ثم من حمأ مسنون، ثم صلصال كالفخار، لا يذكر ولا يعرف ولا يُدرى ما اسمه، إلى أن نفخ فيه الرّوح، وقيل: الإنسان حين يكون في أصلاب الآباء، وقبل أن يصبح نطفة، ثمّ علقة، ثمّ مضغة.

لم يكن شيئاً مذكوراً، وجاءت سورة الإنسان لتذكر الإنسان بخلقه، ثمّ بتزويده بطاقات السّمع والبصر، ثمّ هدايته السّبيل، ثمّ جزاء الكافرين وجزاء الأبرار والنّعيم الذي ينتظرهم ونددت بحب الدّنيا وحثت على الصبر وأن القرآن تذكرة ومنزل من الله رب العالمين. ارجع إلى سورة مريم آية (٦٧) لمعرفة الفرق بين قوله تعالى: ﴿لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَّذْكُورًا﴾ [الإنسان: ١]، وقوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ [مريم: ٦٧].

سورة الإنسان [٧٦: ٢]

﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾:

﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ﴾: إنّا للتعظيم، الخلق: التّقدير الإنسان. ارجع إلى الآية السّابقة.

﴿مِنْ نُّطْفَةٍ﴾: من مني الرّجل والمرأة.

﴿أَمْشَاجٍ﴾: أخلاط من ماء الرّجل وماء المرأة (من المني والبويضة) تتطور طوراً بعد طور لتكون الجنين، وأما الأضغاث: جمع ضغث كما في سورة ص

<<  <  ج: ص:  >  >>