﴿كَلَّا﴾: قد تعني حقاً أيْ: حقاً، أو كلا: كلمة ردع لا تعجل به يا محمد وتحرك به لسانك وعليك بالأناة والصبر، وكما قال تعالى: ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ [طه: ١١٤].
﴿بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ﴾: بل: للإضراب الانتقالي؛ تحبون العاجلة؛ أي: الحياة الدّنيا القريبة مقارنة بالآخرة البعيدة؛ لكي لا يغتر بالحياة الدنيا العاجلة لقوله تعالى: ﴿خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ [الأنبياء: ٣٧]، ولا يعني ذلك: أن الله خلقه عجولاً، وإنما كثرة عجلته والدوام عليها يظن من ينظر إليه كأنه خلق عجولاً.
سورة القيامة [٧٥: ٢١]
﴿وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ﴾:
﴿وَتَذَرُونَ﴾: من فعل ذر: أيْ: ترك بسرعة وعجلة أي: لا تستعدُّون لها ولا تهتمون بها.
﴿الْآخِرَةَ﴾: أي: دار الآخرة دار القرار التي تحول الوجوه إلى وجوه ناضرة أو وجوه باسرة.
سورة القيامة [٧٥: ٢٢]
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ﴾:
﴿وُجُوهٌ﴾: مجاز مرسل أطلق الجزء وأراد به الكل؛ أي: الذات أو النفس.