للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زائدة يمكن حذفها، وتفيد زيادة توكيد القسم فمعنى لا أقسم بيوم القيامة؛ أي: أقسم بيوم القيامة بالتوكيد.

ومنم من قال: (لا) النافية لما قبلها أي: نافية لأمر ذكر قبل القسم مثل إنكارهم للبعث والحساب والحشر أيْ: (لا) ليس الأمر كما تنكرونه وأقسم بما تنكرونه. أو لا أقسم بذلك الأمر إلا إعظاماً له.

أو للتأكيد عن طريق النفي كقولك: لا أحتاج أن أوصيك بفلان.

ومنهم من قال: (لا) النافية لما بعدها: مثل قوله تعالى: ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾ [البلد: ١].

﴿بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾: يوم: ظرف زمان، القيامة: يوم البعث من القبور والبعث سيكون من الأرض الجديدة مصدر قام يقوم وأدخل عليها التّاء للمبالغة، وسمِّيت بذلك لقيام النّاس لرب العالمين، كقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: ٦] أو لما يقوم فيها من الأهوال والأحداث العظام، وورد هذا الاسم يوم القيامة في سبعين آية من آيات القرآن الحكيم.

سورة القيامة [٧٥: ٢]

﴿وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾:

﴿وَلَا أُقْسِمُ﴾: الواو عاطفة، لا أقسم: ارجع إلى الآية السابقة.

أيْ: أقسم بيوم القيامة وأقسم بالنّفس اللوامة: أي: النّفس التي تلوم صاحبها على تقصيره: إن أحسنت لامت صاحبها على عدم الزّيادة في الإحسان والعمل الصّالح، وإن أساءت لامت صاحبها على ذنوبه وتقصيره.

والنّفس اللوامة قد يكون صاحبها مؤمناً تقيّاً أو ظالماً أو غيره، واللوامة: أي: الدّائمة اللوم أو المبالغة، أيْ: كثيرة اللوم ولنعلم أن النّفس الواحدة تتقلَّب

<<  <  ج: ص:  >  >>