والإنجيل أنّهم (١٩) تسعة عشر، فيصدقون بالقرآن وبنبوة محمّد ﷺ؛ لأنهم وجدوا ما يوافق ما في كتبهم.
﴿وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾: من أهل الكتاب ومن غيرهم من الذين آمنوا، إيماناً بمحمّد ﷺ وأنّ القرآن حق ومن عند الله تعالى.
﴿وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾: لا: النافية، يرتاب: من الرّيبة وهي الشّك والتّهمة في عدد أصحاب النّار أو ما جاء في القرآن.
﴿وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ﴾: اللام لام التّعليل، الذين في قلوبهم مرض أي: المنافقون، والكافرون: أيْ: كفار مكة وغيرهم.
﴿مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾: أيْ: ما الغاية أو الحكمة في هذا العدد، أو يريدون أن ينفوا أن يكون هذا العدد من عند الله تعالى، وبالتّالي ينفوا أن يكون القرآن من عند الله تعالى، وأنّ محمّداً ليس هو النّبي المنتظر، ماذا: أداة استفهام أشد وأقوى استفهاماً من (ما).
﴿كَذَلِكَ﴾: أيْ: بمثل هذه الأمثال وذكر الأعداد تسعة عشر أو يحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية، أو إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها، يُفتن الذين آمنوا والذين في قلوبهم مرض والكافرون وغيرهم، فأمّا الذين آمنوا فيزدادون إيماناً ويعلمون أنّه الحق من ربهم، وأما الذّين في قلوبهم مرض فيتزلزل إيمانهم ويميلون إلى الباطل وتتحول قلوبهم إلى مواطن الريبة والكفر، وليس المهم هو العدد، وإنما إيمان العبد بما يقوله الرّب سبحانه.
﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ﴾: ما النّافية، يعلم جنود ربك: الملائكة عددهم وكيفيتهم وعدتهم وقوتهم أو غيرهم من الجنود. ارجع إلى سورة الفتح آية (٤) للبيان.
﴿إِلَّا هُوَ﴾: إلا أداة حصر، وهو: للتأكيد، أي: الذي خلقهم وبعثهم بالحق.