للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغيرهم؛ حين قالوا: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾ [الحجر: ٦]، أو قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾ [القلم: ٥١].

﴿بِمَجْنُونٍ﴾: الباء للتوكيد أيْ: نفي الجنون عنه .

سورة القلم [٦٨: ٣]

﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾:

﴿وَإِنَّ﴾: الواو عاطفة، إنّ للتوكيد.

﴿لَكَ﴾: اللام لام الاختصاص والاستحقاق والكاف للخطاب، لك يا محمّد.

﴿لَأَجْرًا﴾: اللام للتوكيد، أجراً: الأجر هو جزاء العمل، لأجرّ ما تحملت من أعباء النّبوة وإبلاغ الرّسالة.

﴿غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾: غير: تفيد النّفي، غير ممنون: غير مقطوع، بل هو مستمر يقال: مَنَنْتُ الحبل إذا قطعته، وغير ممنون: من المن كقوله تعالى: ﴿لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾ [البقرة: ٢٦٤] أيْ: غير ممنون به عليك أيْ: هذا الأجر تستحقه ولا نمنُّه عليك.

سورة القلم [٦٨: ٤]

﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾:

﴿وَإِنَّكَ﴾: الواو عاطفة، إنّك للتوكيد.

﴿لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾: اللام للتوكيد، على: تفيد العلو أو الاستعلاء أي: التّمكن بدلاً من قوله: ذو خلق عظيم، كأن الخُلق مطية وهو مستعل عليها.

خلق عظيم: كما فسرته عائشة حين سُئلت عن خلقه فقالت: كان خلقه القرآن، فقد أجملت الخلق العظيم لرسول الله بقولها خلقه القرآن أيْ: أنّه يأتمر بأمره ربه وينتهي بنواهيه، فكان رسول الله أحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>