﴿وَالْقَلَمِ﴾: الواو واو القسم ولا يقسم الله سبحانه إلا بشيء عظيم وهو غني عن القسم والقسم يشير إلى أهمية المقسم به وأهمية جواب القسم، أقسم الله تعالى بالقلم والقلم اسم جنس، القلم الذي يُكتب به وهو أوّل شيء خلقه الله تعالى والقلم يشمل آلات الكتابة والطباعة والكمبيوتر، وما يُخط به وما يخرج لنا العلم في كلّ يوم من مخترعات حلت محل القلم.
﴿وَمَا يَسْطُرُونَ﴾: ما لغير العاقل، يسطرون: يخطون ويكتبون، ما تكتبه الملائكة الحفظة من أعمال بني آدم، أو كل ما يكتبه العباد؛ لأنهم مسؤولون عما يسطرون.
ما: اسم موصول بمعنى الذي يسطرونه أو مصدرية بمعنى مسطورهم.
وفي هذه الآية إشارة إلى عظم نعمة القلم وانتشار العلم والمعارف بين الأفراد والأمم ووسيلة من هم وسائل البيان، كما قال تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن: ١ - ٤].
وجواب القسم قيل: ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وقيل: الثّلاث آيات (٢) ما أنت بنعمة ربك بمجنون، (٣) وإن لك أجراً غير ممنون، (٤) وإنّك لعلى خلق عظيم.
سورة القلم [٦٨: ٢]
﴿مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾:
﴿مَا﴾: النّافية.
﴿أَنْتَ﴾: يا محمّد ﷺ.
﴿بِنِعْمَةِ رَبِّكَ﴾: بنبوة ربك الباء باء الإلصاق والمصاحبة وقيل: باء السّببية، أيْ: بسبب ما أوحي إليك بسبب النّبوة أصبحت مجنون كما يزعمون أو هو ردٌّ على افتراء كفار مكة أمثال الوليد بن المغيرة والنّضر بن الحارث وعتبة بن ربيعة