﴿وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَىْءٍ﴾: من استغراقية، شيء: نكرة، أيْ: ما جئتم بأيِّ شيء من شرائع أو وحي أو آيات ولم ينزل الله من شيء، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٥) في سورة يس، وهي قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَىْءٍ﴾؛ لأن السياق في سورة الملك في تهديد وتحذير الكافرين وما أعده الله تعالى لعذابهم، ولم يقل الرحمن في هذه الآية رغم أن اسم الرحمن تكرر (٤ مرات) في هذه السورة.
﴿إِنْ أَنتُمْ﴾: إن: نافية أشد نفياً من ما، أو للتوكيد: هذا هو قول الملائكة للكفار حين اعترفوا بتكذيبهم للرسل وهو الراجح، أو قول الكفار لرسلهم المنذرين، أو قول الرّسل لقومهم حين أنذروهم.
﴿إِلَّا﴾: أداة حصر.
﴿فِى ضَلَالٍ كَبِيرٍ﴾: بُعد كبير عن الحق والصّواب.
ولو قالوا: ما كنا من أصحاب السعير، وليس في أصحاب السّعير فقد يعني: أنّهم ليسوا الآن في داخل جهنم، ويمكن أن يلحقوا بأصحاب السّعير بعد زمن، فهناك اختلاف كبير بين حرف من وفي، مثال: فلان في المدينة: أيْ: هو الآن في المدينة، فلان من المدينة: أيْ: هو من أهل المدينة وهو الآن خارج المدينة، أو