للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾:

﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا﴾: المثل: هو قول موجز أو تشبيه حال بحال يراد به المقارنة والموازنة أو المفاضلة بين أمرين؛ لكي يتّضح الأمر ويزول الغموض.

المناسبة: في مطلع السورة رأينا كيف حفصة وعائشة دفعتا رسول الله إلى تحريم ما أحلّ الله له، وجاء التحذير لهما بتوقير رسول الله وعدم مخالفته وبالتوبة فقال: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [الآية: ٤].

وضرب المثل بامرأة نوح أو لوط بعد ذكر عائشة وحفصة يبيّن لنا أن امرأة نوح ولوط كانت كل واحدة منهما تحت نبي رسول، فلم ينفعها قرابتها من كونها امرأة لنبي إذا لم تصدّقه وتطع أوامره.

﴿لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾: اللام لام الاختصاص، مثل خاص لهم.

﴿امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ﴾: وقوله: امرأة، ولم يقل زوجة؛ لأن امرأة في القرآن تطلق على كل من تخالف زوجها في الدين أو الأخلاق أو العقيدة، أو فيها خلل في الحياة الزوجية مثل كونها لا تنجب أو عاقراً أو بها عيب خلقي.

أما إذا كانت توافق زوجها في الدين والعقيدة والأخلاق وليس بها عيب بدني، ومساوية لزوجها، عندها يطلق عليها زوجة، وكذلك انظر كيف كتبت ﴿وَامْرَأَتَ﴾ بالتاء المفتوحة (المبسوطة)، وليس بالتاء المربوطة. ارجع إلى سورة آل عمران آية (٣٠) للبيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>