﴿أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾: طلب تأخير الموت فقط إلى أجل قريب، أيّ زمن أو وقت قريب قصير.
﴿فَأَصَّدَّقَ﴾: الفاء فاء السّببية، وهي جواب الطّلب (أصَّدّق) ولم يقل أتصدق، (أصَّدّق) أقلّ حروفاً من أتصدق، اختار الكلمة المناسبة لقصر الوقت الذي يرجوه طمعاً في تأخير الموت عنه.
وكلمة فأصَّدّق: فيها تضعيفان: الأول في الصّاد والآخر في الدّال؛ للمبالغة والتّكثير في الصّدقة؛ أي: ينوي أن يكثر من الصّدقة، أي الإنفاق؛ لأنّ الأجل قريب وليس هناك زمن طويل وحتّى يكون من الصّالحين.
ونصب (أصَّدّقَ) بأنّ المضمرة؛ أي: أن أصَّدّقَ.
﴿وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾: الواو هنا واو المعية؛ أي: أقوم بكلا الفعلين أصَّدّق وأكن من الصّالحين معاً، وأكن: أصلها: وأكون من الصّالحين حذف الواو؛ ليناسب عدم وجود متسع من الزّمن، وقدّم الصّدقة على الصّلاح: مع أنّ الصّلاح أهم من الصّدقة؛ لأنّ التّقديم هنا والتّأخير ليس مبنياً على الأفضل وإنما التّقديم والتّأخير مبني على السّياق، والسّياق في الآيات على الإنفاق والأموال فقدّم الصّدقة.