للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: نزلت آية التوبة: قبل نزول آية المنافقون، وعندما نزلت آية سورة التوبة:

﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ قال النّبي : (لأزيدنَّ على السّبعين) فأنزل الله: بعد ذلك الآية (٦) من سورة المنافقون: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ وروي عن ابن عبّاس قال: لما نزلت آية براءة قال النّبي : (وأنا أسمع، إنّي قد رخّص لي فيهم، فو الله لأستغفرنّ أكثر من سبعين مرة، لعل الله أن يغفر لهم) فنزلت الآية: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾.

سورة المنافقون [٦٣: ٧]

﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ﴾:

أسباب نزول هذه الآية (٧) والآية (٨) كما روى البخاري ومسلم وغيرهما:

في غزوة بني المصطلق ازدحم رجل من المهاجرين مع رجل من الأنصار على ماء المُرَيْسيع وضرب أحدهما الآخر، مما أثار الفتنة بين المهاجرين والأنصار وعلى رأسهم عبد الله بن أُبيّ الّذي قال: أوَقد فعلوها! والله ما مَثَلُنا ومثَلُهم إلا كما قيل: سمِّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل؛ يعني محمّداً ! وقال لقومه الأنصار: كفّوا طعامكم عن محمّد وأصحابه ولا تنفقوا على من عنده؛ حتّى ينفضُّوا ويتركوه، وأنكر عبد الله بن أُبي أنّه قال ذلك، وقيل له: اذهب إلى رسول الله واستغفره، فأبى ولوى رأسه، ونزلت هذه الآيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>