المتعمَّد المختلق، والكذب جاء بصيغة المعرفة بينما في كثير من الآيات يأتي الكذب بصيغة النّكرة، فيقول: فمن أظلم ممن افترى الله كذباً أو كذب بآياته، والكذب هنا يقصد به ما تقدم من قول اليهود وجعل البينات سحراً، والتّكذيب بنبوة محمد ﷺ، وما ورد في صفاته في التّوراة والإنجيل.
﴿وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ﴾: وهو ضمير فصل يفيد التّوكيد، يدعى إلى الإسلام: أيْ: إلى التّوحيد والدّين الحق. من أهل الكتاب أو المشركين.
﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾: ارجع إلى سورة الجمعة الآية (٥) للبيان، والظالمين: المشركين، وسورة البقرة آية (٥٤) للبيان.
﴿يُرِيدُونَ﴾: اليهود وغيرهم من الذين أشركوا والكفار، ليطفؤوا نور الله ويريدون تدل على التجدُّد والتكرار.
﴿لِيُطْفِئُوا﴾: اللام لام التّوكيد والتّعليل؛ أي: لأجل ان يطفئوا.
﴿نُورَ اللَّهِ﴾: هو دين الإسلام والقرآن.
﴿بِأَفْوَاهِهِمْ﴾: الباء للإلصاق وتدل على الملازمة، بأفواههم: أيْ: بتحريفهم للتوراة والإنجيل وأقوالهم وكتبهم وإذاعاتهم وإعلامهم ومحاضراتهم. أن يطفؤوا نور الله.
﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾: أيْ: والله مظهر دينه وشرعه في الآفاق، وناصر رسله وأوليائه، ومُعلي كلمته لا محالة، مثلهم كمثل الذي يريد أن يطفئ أشعة الشّمس بفيه، وهيهات أن يتم ذلك.