للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نزول ثان: منجماً؛ أي: مفرقاً؛ كقوله تعالى: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ [الإسراء: ١٠٦].

نزل به جبريل في ثلاث وعشرين سنة حسب الأحداث والوقائع والحاجة على رسول الله منذ بعثته إلى وفاته.

فعندما يقول: أنزل؛ أي: جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وعندما يقول: نزل منجماً متفرقاً (أي: بالتدرج) نزل على رسول الله خلال (٢٣) سنة.

﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾؛ أي: أنزله الله سبحانه، وأنزل مقصورة على الله سبحانه، وتعني: مصدر الإنزال من الله سبحانه؛ أي: هو المنزل.

﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾؛ أي: جبريل .

﴿نَزَلَ بِهِ﴾: به: تعود على الكتاب؛ يقصد به القرآن في هذه الآية، فكلمة نزل: قد تنسب إلى جبريل ، وتعني: آلية النزول، وطريقته. ارجع إلى الآية (٤) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.

﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ﴾: كلمة عليك يستعملها بمعنى التشريف، وفي سياق الأمور الخاصة، والعبادة، وعلى: تعني: العلو، والمشقة، فالقرآن نزل على الرسول من أعلى؛ أي: من جهة واحدة، هي السماء العليا.

وأما كلمة نزل إليك: إليك: يستعملها في سياق الدعوة، والتبليغ، والتعميم، وإلى تقيد الانتهاء؛ أي: انتهاؤه إلى عامة الناس، والغاية من الإنزال: هو أن ينتهي إلى أيدي الناس ليقرؤوه.

وإلى: لا تعني جهة معينة، فالكتب تنزل على الرسل أولاً، وتنتهي إلى أممهم، عليك: تشير إلى البداية، وإليك: تشير إلى النهاية.

والخلاصة: إذا كان القصد، أو السياق، والنهاية إلى الناس يستعمل إليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>