نزل به جبريل ﵇ في ثلاث وعشرين سنة حسب الأحداث والوقائع والحاجة على رسول الله ﷺ منذ بعثته إلى وفاته.
فعندما يقول: أنزل؛ أي: جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وعندما يقول: نزل منجماً متفرقاً (أي: بالتدرج) نزل على رسول الله ﷺ خلال (٢٣) سنة.
﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾؛ أي: أنزله الله سبحانه، وأنزل مقصورة على الله سبحانه، وتعني: مصدر الإنزال من الله سبحانه؛ أي: هو المنزل.
﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾؛ أي: جبريل ﵇.
﴿نَزَلَ بِهِ﴾: به: تعود على الكتاب؛ يقصد به القرآن في هذه الآية، فكلمة نزل: قد تنسب إلى جبريل ﵇، وتعني: آلية النزول، وطريقته. ارجع إلى الآية (٤) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.
﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ﴾: كلمة عليك يستعملها بمعنى التشريف، وفي سياق الأمور الخاصة، والعبادة، وعلى: تعني: العلو، والمشقة، فالقرآن نزل على الرسول ﷺ من أعلى؛ أي: من جهة واحدة، هي السماء العليا.
وأما كلمة نزل إليك: إليك: يستعملها في سياق الدعوة، والتبليغ، والتعميم، وإلى تقيد الانتهاء؛ أي: انتهاؤه إلى عامة الناس، والغاية من الإنزال: هو أن ينتهي إلى أيدي الناس ليقرؤوه.
وإلى: لا تعني جهة معينة، فالكتب تنزل على الرسل أولاً، وتنتهي إلى أممهم، عليك: تشير إلى البداية، وإليك: تشير إلى النهاية.
والخلاصة: إذا كان القصد، أو السياق، والنهاية إلى الناس يستعمل إليك.