﴿الْحَىُّ﴾: واهب الحياة، والحي اسم جامع لصفات الذات؛ كالسميع، والبصير، والعليم، وغيرها.
الحي الذي لا ينام ولا يموت: ﴿كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]، ولا يزول، ولا يحول.
﴿الْقَيُّومُ﴾: دائم القيام بتدبير خلقه، وكونه، وملكه، وعرشه، القائم بذاته، وعظمته، وصفاته، والغني عن خلقه، لا يقوم شيء إلا به، السيد المدبر الحافظ للعالم بكل الأحوال، والأمور، وهو سبب وقوام لكل ما سواه.
والقيوم تعني: كامل التدبير، والقيوم اسم جامع لكثير من أفعال الله سبحانه؛ كالخالق، والبارئ، والمصور، والرزاق.
وقيل: الحي القيوم: اسم الله الأعظم. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٥٥)؛ لمزيد من البيان.
﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾: نزل على وزن فعّل، وتدل على كثرة التنزيل، وإنه منزل منجماً (مفرقاً) في ثلاث وعشرين عاماً.
﴿عَلَيْكَ﴾: يا محمد ﷺ.
﴿الْكِتَابَ﴾: يقصد به القرآن في هذه الآية، يسمى الكتاب؛ لكونه مكتوباً في السطور، وفي اللوح المحفوظ، وجاء بـ (ال) التعريف؛ للدالة على الكمال؛ أي: الكتاب الكامل التام.
والكتاب (القرآن) له نزولان:
نزول أول: أنزل جملة واحدة (دفعة واحدة، أو مرة واحدة) من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، أنزل في ليلة القدر في شهر رمضان ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ [الدخان: ٣]، ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: ١]، ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة: ١٨٥].