هذه الآية ليست تكراراً للآية (٤)، فالآية الرّابعة جاءت في سياق اتخاذ إبراهيم أسوة حسنة، ومثال للقدوة في التبرؤ من الشّرك والمشركين والتبرؤ من أبيه (عمه آزر وقومه)، وأمّا الآية السّادسة هذه فجاءت في سياق اتخاذ إبراهيم أسوة حسنة وقدوة صالحة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، أي: أسوة حسنة في الإيمان والطّاعة والاستعداد لليوم الآخر وتجنب المعاصي، والآية (٦) أشد توكيداً على أهمية اتخاذ إبراهيم ﵇ والذين آمنوا معه، ولذلك قدم إبراهيم والذين آمنوا معه على الأسوة؛ لأنَّ إبراهيم ومن معه هم الأهم والأسوة تابعة لهم أو ملحقة بهم؛ بينما في الآية (٤) قدَّم الأسوة على إبراهيم والذين معه، واستخدم للتوكيد (لقد) بدلاً من (قد)، وكان بدلاً من كانت.
﴿لَقَدْ﴾: اللام للتوكيد، قد للتحقيق.
﴿كَانَ لَكُمْ﴾: كان تشمل كل الأزمنة الماضي والحاضر والمستقبل، وكان (بالتّذكير) أقوى من القول كانت (بالتّأنيث) لكم: اللام لام الاختصاص، أي: لكم خاصة.