﴿تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾: عندها، أي: إذا آمنتم بالله وحده عندها تكونون لنا أولياء، فالإيمان بالله وحده هو الجامع المشترك بيننا وبينكم.
﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء.
﴿قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ﴾: ارجع إلى سورة الأنعام آية (٧٤) للبيان؛ أي: عليكم التأسي بإبراهيم إلا قوله لأبيه (لعمه آزر): لأستغفرن لك، فليس لكم التّأسي بإبراهيم في ذلك (بأن تستغفروا للكفار)، ولو كانوا آباءَكم أو إخوانكم.
﴿لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ﴾: قالها إبراهيم ﵇ لعمه قبل أن يتبيَّن له أنّه عدو لله تعالى ﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: ١١٤].
﴿وَمَا﴾: الواو عاطفة، ما النّافية.
﴿أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَىْءٍ﴾: أي: لا أملك القدرة على الشفاعة لك أو النجاة، ولا أستطيع أن أدفع عنك من عذاب الله من شيء، وكان ذلك كما قال تعالى قبل: عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين أنّه عدو لله تبرأ منه.
﴿رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا﴾: ربنا: ولم يقل: يا ربنا حذف ياء النّداء للدلالة على قربه من الله تعالى، ربنا عليك توكلنا: التّوكل يعني: الاعتماد على الله والتّفويض له بعد تقديم كلّ الأسباب للوصول إلى المرجوِّ، وتقديم عليك: للحصر لا نتوكل إلا عليك وحدك. ارجع إلى سورة الأعراف آية (٨٩) لبيان معنى التوكل.
﴿وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا﴾: الإنابة: الرّجوع وسرعة التوبة والعودة إلى الله تعالى، تقديم إليك يفيد الحصر والقصر؛ أي: الإنابة لله وحده.