﴿يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ﴾: يفرق بينكم، أيْ: يحكم بينكم بأن تكونوا في الجنة لإيمانكم بالله ورسوله، بينما أرحامكم وأولادكم الذين ماتوا على الكفر في النّار، فما فائدة المعصية لأجلهم واتخاذهم أولياء.
﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾: والله سبحانه يرى كلّ ما تعملونه في الظّاهر والباطن ومحيط بكلّ شيء من أقوالكم وأفعالكم لا تخفى عليه خافية، وقدَّم تعملون على بصير؛ لأنّ الآية في سياق الأعمال.
﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ﴾: قد: للتحقيق، كانت لكم: أيها المؤمنون (المسلمون).
﴿أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرَاهِيمَ﴾: أُسوة: قدوة صالحة في إبراهيم ﵇ قولاً وفعلاً، والقدوة: المثل الأعلى الذي يُقتدى به في البراءة من الكفار والمشركين.
﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾: والذين: تدل على الكثرة، والذين معه: من المؤمنين فتأسوا بهم؛ إذ أعلنوا براءتهم من الكفار ومن الشرك بالله تعالى.
﴿إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ﴾: إذ: ظرف زماني بمعنى حين قالوا لقومهم: إنا بُرَآءُ منكم وأنتم عليكم أن تقولوا لأهليكم من الكفار والمشركين.
﴿إِنَّا بُرَآؤُا مِنكُمْ﴾: بُرَآءُ: جمع بريء: من يبرأ وبراءة، أي: لا صلة بيننا وبينكم ولا تقربونا ولا نقربكم كذلك.
﴿وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾: من غير الله، من الأصنام والآلهة.
﴿كَفَرْنَا بِكُمْ﴾: أي: لا نصدقكم ولا نقرُّ بأنكم أولياء لنا أو أقارب لنا.
﴿وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ﴾: أي: وظهر جلياً بيننا وبينكم ولم يعد خافياً.