﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ﴾: وما: الواو: عاطفة على ما قطعتم من لينة؛ ما: شرطية، أفاء: أيْ: ما أعطى الله رسوله ﷺ من فيء بني النّضير (غنائم بني النّضير) هو خاص به، ولا شيء لكم منه، فالأمر لله تعالى يعطي أو يقسم الفيء، كما يشاء الله، فهذه أموال لم تأخذونها بالقتال أو الحرب.
أما الفرق بين الفيء والأنفال: فالفيء هي الغنائم التي تؤخذ من العدو من دون قتال؛ كأن يفر العدو من أرض المعركة تاركاً وراءه غنائم أو أسلحة أو أموال أو كان نتيجة عقد صلح وسلام، أما الأنفال: فهي الغنائم التي تؤخذ من العدو بقتال وحرب. ارجع إلى سورة الأنفال آية (١) للبيان.
﴿فَمَا﴾: الفاء للتوكيد.
﴿أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾: الإيجاف الإسراع في السّير، أيْ: ما أسرعتم بالمسير إليه بالركوب، الركاب: ما يُركب من الإبل أو السّيارات أو وسائل النّقل الحديثة. أيْ: لم تقاتلوا عدواً من أجله أو تبذلوا جهداً للحصول عليه.
﴿وَلَكِنَّ﴾: حرف استدراك وتوكيد.
﴿اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ﴾: رسلَهُ محمّد ﷺ على من يشاء من أعدائه، ورسله قد تعني أيضاً ملائكته فيقذفون الرّعب في قلوب أعداء الله تعالى.
﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾: أيْ: يمنح هذه الغنائم لمن يشاء تارة بحرب،