للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: ٢٩]، وفاعل خطِئ مخطئ، فقالوا الفعل الثلاثي خطِئ (خاطئ) في العمد، والرباعي أخطأ (مخطئ) في غير العمد، وهناك من العلماء من قال كلاهما يستعمل في العمد وغير العمد، أو في غير العمد، وهناك من قال الخاطئ من أراد فعلاً لا يحسنه ففعله، والمخطئ من أراد فعلاً يحسنه فوقع منه غيره.

لأنّ النسيان، أو الخطأ الناتج عن السَّهو، ومن دون تعمد، أو قصد: لا إثم عليه أصلاً.

﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾:

﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا﴾: من التحميل، والتحميل: لا يكون إلَّا لما يستثقل من التكاليف الشاقة والقيود، أما التكليف فقد يكون لما لا ثقل له من التكاليف مثل: الاستغفار، والتسبيح، والذِّكر، فكل ذلك تكليف وليس تحميلاً.

﴿عَلَيْنَا﴾: تفيد الاستعلاء والمشقة.

﴿إِصْرًا﴾: الإصر: الأمر الغليظ الصعب؛ أي: التكاليف الشاقة، والقيود، والإصر: يطلق على العهد الثقيل، وما كان ناتج عن يمين موثق.

﴿كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾: الكاف: كاف التشبيه، ﴿حَمَلْتَهُ﴾: فرضته، وحملته ﴿عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾: أمثال بني إسرائيل، وغيرهم مثل الزكاة بربع المال، والتوبة لا تقبل، والطهارة إلَّا بقطع مكان النجس، وإحراق الغنائم، وتحريم شحوم الأغنام، والبقر، وغيرها من الأحكام.

ما الفرق بين الإصر والوزر: الإصر: هو التكاليف الشاقة والقيود في العبادات، والطاعات، أو العهد، أو اليمين المؤكد مثال: ﴿وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِى﴾ [آل عمران: ٨١].

<<  <  ج: ص:  >  >>