ويستعمل في الخير عادة؛ أي: لها ثواب ما عملت، أو كسبت من الخير، وقد يستخدم في الشر أحياناً من باب التهلكم أو السخرية.
﴿وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾: اجتهدت في تحصيله من المعاصي على فيها معنى المشقة والعلوية، ﴿مَا﴾: اسم موصول؛ بمعنى الّذي، أو مصدرية، ﴿اكْتَسَبَتْ﴾: على وزن افْتَعَلَ، والاكتساب يكون على نفسه فقط، وفيه جهد، وافتعال، ومشقة، وتكلُّف، وتستعمل في الشر، وارتكاب المعاصي؛ أي: عليها وزرُ ما اكتسبت من الشر واجتهدت في تحصيله، وكل اكتساب كسب، وليس كل كسب اكتساباً، وقد وردت كلمة كسب أو اكتسب ومشتقاتها في (٦٧) في القرآن ووردت بصيغة الماضي والمضارع، وجاءت بمعان عدة منها: العمل، والجمع، والرشوة، وغيرها … ، ومنها كسب الصالحات، والسيئات، والأموال، ومنها: الخبيث، والطيب.
﴿رَبَّنَا﴾: لا تعاقبنا، ﴿إِنْ﴾: شرطية تفيد الاحتمال، والندرة، ﴿نَسِينَا﴾: من النسيان: هو ترك بغير اختيار الإنسان، ويختلف عن الغفلة التي هي ترك باختيار الغافل، والغفلة: اسم عام فكل نسيان غفلة، وليس كل غفلة نسيان؛ أي: الغفلة أعم من النسيان، وقيل: النسيان الغفلة عن الشيء مع انمحاء صورة أو معناه عن العقل أو الخيال بالكلية، وأما الغفلة عن الشيء فهي عدم حضور الشيء في الذاكرة أو الخيال؛ أي: انمحاء صورة أو معناه بشكل كامل أو مؤقت، والنسيان هنا يكون عن عمد أو يعني كذلك الترك العمد.
﴿أَوْ أَخْطَأْنَا﴾: من الفعل الرباعي أخطأ؛ أي: ارتكب الخطأ بغير عمد واسم الفاعل المخطئ فهو المرتكب الخطأ من دون قصد وتعمد، فالخاطئ يعلم الصواب ويتعدّاه، أما المخطئ فلا يعلم الصواب، وأما الفعل الثلاثي خطِئ بكسر الطاء: وهو الذي يتعمد الخطأ، أو يقع في الذنب وهو يعلمه كقوله تعالى: ﴿إِنَّكِ