للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحيوي، والغلاف الكهرومغناطيسي يمثل سقفاً محفوظاً للأرض من الأشعة الكونية والأشعة الشمسية القاتلة للحياة، مما يجعل الأرض كوكباً صالحاً للحياة.

ومن المذهل أن يكون رقم سورة الحديد في ترتيب القرآن (٥٧) وهو الوزن الذّري نفسه لمعدن الحديد.

﴿فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾: فقد وجد أن تلاحم ذرات الحديد داخل النواة الحديد يفوق تلاحم ذرات كل العناصر أو المعادن التي يفوق وزنها الذري الوزن الذري للحديد، فهو أشد تلاحماً من الذهب والفضة والنحاس وغيرها من المعادن، وتحتاج نواة ذرة الحديد إلى كمية هائلة من الطاقة للانصهار والذوبان.

﴿وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾: أي تصنع منه الآلات الحربية والآلات الزّراعية والسّيارات وأدوات النّقل والعمارة والبناء والأدوات مثل: أدوات الحفر، فلا تكاد تقوم أيُّ صناعة مدنيّة على غير الحديد.

﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ﴾: وليعلم: الواو عطف، ليعلم: اللام لام التّعليل، ليعلم الله: العلم هنا لا يعني لإعلام الله ما لا يعلم، وإنما لإقامة الحُجة على النّاس أو لإظهار إخلاصهم؛ ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب: أي ليعلم أنّ من يجاهد في سبيله كي ينصره؛ أي: ينصر دين الله أو يُعلي كلمة الله في الأرض، ورسله: من ينصر ويؤيّد رسله في الدّعوة والإبلاغ بالغيب بالخفاء أو بالجهر، ومعناه: أفعلوا ذلك لوجه الله تعالى وحده وليس لحظٍّ دنيوي.

﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾: إنّ للتوكيد، قوي: لا يحتاج إلى نصرة أحد؛ لأنّه هو النّاصر ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّماء، ووردت كلمة (قوي) في تسع آيات في القرآن الكريم، عزيز: القوي الذي لا يُغلب ولا يُقهر ولا يناله أحد بسوء، وترددت كلمة (العزيز) في القرآن ثماني وثمانين مرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>