(القرآن) من أحكام وشرائع هي العدل؛ أي: لنقيم العدل يجب تطبيق الكتاب والميزان.
﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾: اللام لام التّعليل؛ أي: أنزلنا الكتاب والميزان؛ لكي يقوم النّاس بالقسط، ولم يقل بالعدل؛ لأنّ القسط هو تطبيق العدل وتنفيذ الحكم مثل: رفع الظّلم والجَور، وانتبه إلى الفرق بين قَسَط: جار وظلم، وقِسط: رفع الجَور والظّلم؛ أي: ليتعاملوا بينهم بالقِسط.
﴿وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ﴾: شبّه إنزال الحديد على الأرض بإنزال الكتب السماوية أو الرسالات السماوية، فهو إنزال حقيقي لا ريب فيه، فقد أثبتت الدّراسات العلمية أنّ عدداً من النّجوم تتحوّل في مرحلة احتضارها (قبل انفجارها) إلى كتلة حرارية هائلة تقدر بمليارات الدرجات المئوية، ويتحوّل النجم إلى ما يسمى العملاق الأحمر، عندها يتحول لبّ النجم بالكامل إلى حديد ثم ينفجر النجم فتتناثر أجزاؤه في صفحة الكون، ويدخل الحديد عندها في مجال جاذبية أجرام سماوية تحتاج إليه كما حدث للأرض عندما كانت في مرحلة الخلق والتّمايز، حيث كانت مكوّنة من رماد، فنزلت ذرات الحديد من تفجُّر تلك النّيازك واخترقت طبقات الأرض؛ لتستقرّ في مركزها على شكل حديد صلب، وتسمى الطبقة المركزية؛ أي: اللب، وطبقة أخرى محيطة بالطّبقة السّابقة من الحديد المذاب وتسمى الطبقة الخارجية. انظر في الصّورة الملحقة.
وأصبح من الحقائق العلمية أن حديد الأرض قد أُنزل من السّماء، وتصل نسبة الحديد في تكوين الأرض ما يقارب (٤٠%) من كتلة الأرض المقدرة بحوالي (٦٠٠٠) مليون مليون مليون طن، وعلى هذا تكون كمية الحديد هي حوالي (٢٠٠٠) مليون مليون مليون طن. ويستقر في مركز الأرض بشكل حديد صلب وبشكل حديد منصهر في الطّبقة المحيطة بالمركز، وله دور هائل في توليد المجال المغناطيسي للأرض الذي يمسك للأرض بغلافها المائي والغازي