خاصة، فتنتم أنفسكم: الفتنة هي أشد التّكليف؛ أي: أثقلتموها وحمّلتموها بالنّفاق أو أضللتم أنفسكم في ظلمات المعاصي والشّهوات.
﴿وَتَرَبَّصْتُمْ﴾: تربصتم بمحمّد ﷺ وأصحابه الدّوائر أو نوائب الدّهر، والتّربُّص: هو الانتظار والمراقبة مع السّؤال والتّفتيش عن الأنباء والأخبار، وأنّ محمداً سيُغلب ويقهر أو يفشل في رسالته، وأن الإسلام سيندحر، وقدم التربص (الانتظار) على الريبة؛ لأن طول الانتظار يؤدي إلى الريبة.
﴿وَارْتَبْتُمْ﴾: الرّيبة هي الشّك والتّهمة، ارتبتم في دين الله تعالى وفي القرآن وفي نبوة محمّد ﷺ، والبعث والحساب والآخرة.
﴿وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ﴾: أي خدعتكم الأماني الكاذبة أو الباطلة (جمع أمنية، والتّمنّي: هو أن يقول القائل: ليت الأمر كذا وكذا) والتّمنّي: معنى في النّفس يقع عند فوات فعل كان للتّمنّي في وقوعه نفع أو في زواله ضرر في الماضي أو المستقبل، وغرّتكم الأمانيّ أنّ النصر والغلبة ستكون لكم. أو أن الله لن ينصر رسوله ﷺ، أو أن الله سيغفر لكم وغيرها …
﴿حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ﴾: وهو إمّا الموت أو نصر الله لدينه ورسوله ودخول الناس في دين الله أفواجاً.
﴿وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾: أي الشّيطان الذي زيّن لكم الكفر والشّرك والنّفاق وسَعة رحمة الله لكم والنّجاة من عذاب الله، ولن يؤاخذكم الله على فسادكم وصدّكم عن سبيل الله تعالى. ارجع إلى سورة فاطر الآية (٥) لمزيد من البيان، والفرق بين الغُرور والغَرور.