للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ﴾: تبشّرهم الملائكة، والبشرى إذا أطلقت عادة لا تكون إلا بخبر يسرّ صاحبه إلا إذا استعملت على سبيل التّهكم أو بشكل مقيد؛ وانظر كيف تحول الكلام من صيغة الغائب: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿بُشْرَاكُمُ﴾ بصيغة المخاطب مباشرة، وكان المشهد مشهد البشرى أمامك، وهذا يبعث الفرح والسرور أكثر مما لو قيل بشراهم، وقوله تعالى: ﴿بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ﴾: اليوم بصيغة المعرفة للدلالة على التوكيد والكمال في ذلك اليوم.

﴿جَنَّاتٌ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾: جناتٌ مثل: جنات الفردوس أو عدن أو جنات النّعيم أو الخلد، تجري من تحتها الأنهار: أي تنبع من تحتها الأنهار.

﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾: الخلود: الاستمرار والبقاء إلى ما لا نهاية ولكن له نقطة بداية هي زمن دخولهم تلك الجنات.

﴿ذَلِكَ﴾: ذا اسم إشارة واللام للبعد.

﴿هُوَ﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد.

﴿الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾: أعظم أنواع الفوز، أعظم من الفوز الكبير أو المبين. وإذا قارنا هذه الآية: ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ مع قوله تعالى في الآية (١١١) من سورة التوبة وهي قوله تعالى: ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ بزيادة الواو التي تدل على الفوز العظيم في آية التوبة أقوى وآكد من الفوز العظيم في آية الحديد.

سورة الحديد [٥٧: ١٣]

﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾:

﴿يَوْمَ﴾: تعود على: يوم القيامة، أو على: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات.

﴿يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾: المنافقون هم الذين قالوا آمنا

<<  <  ج: ص:  >  >>