للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن كان إيمانهم لا يؤهلهم ليكونوا بدرجة آبائهم في الجنة، فلا بُدَّ للذرية أن يكونوا من الموحدين ودرجة إيمانهم تؤهلهم الدّخول الجنة، وبرحمة الله وفضله يلحقهم ربهم بآبائهم.

أما إذا كان إيمانهم محبطاً أو غير مقبول، فلن يدخلوا الجنة ولن يلحقوا بآبائهم.

﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾: بفضل من الله على الآباء والأبناء لتقر أعينهم وتطيب نفوسهم.

﴿وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَىْءٍ﴾: أيْ: جزيناهم أجرهم أو ثواب أعمالهم كاملاً من دون أيِّ نقص في حقهم من ألتَه حقَّه: أيْ: نقصه حقَّه، أيْ: ما نقصنا من ثواب الآباء بما أعطينا ذريتهم.

﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾: أيْ: كلّ نفس مرهونة بعملها فإن كسبت خيراً فلها، وإن كسبت شراً فعليها، فالعمل الصّالح يفك النّفس من الرّهان والعمل السّيِّئ يبقيها في الأسر. فإن كان عمله صالحاً فك نفسه وخلصها من عذابها وهلاكها كما يفك المرهون من يد مرتهنه.

سورة الطور [٥٢: ٢٢]

﴿وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾.

﴿وَأَمْدَدْنَاهُم﴾: الضّمير يعود للآباء والأبناء، وأمددناهم: المد وهو الزّيادة والإمداد يكون في الخير، وقيل: هناك فرق بين الإمداد والمد.

الإمداد: يكون في الخير وإعانة الغير.

المد: يستعمل في الشّر. أو الإعانة على الشّر.

﴿بِفَاكِهَةٍ﴾: الباء للإلصاق، فاكهة: اسم جنس ولم يقل: فواكه. فاكهة تشمل كل الفواكه.

﴿وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾: لأنّ اللحم يشبه بعضه، والذي يميزه الطّعم، واللحم

<<  <  ج: ص:  >  >>