﴿سَمِينٍ﴾: بينما في سورة هود ﴿فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ [هود: ٦٩] مشوي الذي يقطر الدّهن منه، سمين: ممتلئ لحماً وشحماً (يدل على كرم إبراهيم ﵇). أما حنيذ: فيدل على كيفية تحضيره.
﴿قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾: ألا: أداة حصر وحثٍّ، أي: تفضلوا وكلوا، والهمزة استفهام إنكاري لما لا تأكلون؛ حيث رأى أيديهم لا تصله إليه: أي: لا تمتد إليه لتأكل منه؛ لأنّهم ملائكة لا يأكلون، وهو إلى الآن لا يعرف أنّهم ملائكة ولم يبشروه بعد، ويخبروه من هم.
﴿فَأَوْجَسَ﴾: الفاء للترتيب والمباشرة، أوجس: أضمر أو أحس وشعر بالخوف منهم، فقد حاول إبراهيم أن لا يطلعهم على خوفه، ولكن الخوف سرعان ما ظهر على وجهه.
وخاف منهم؛ لأنّ العُرف أنّ الضّيف إذا نزل بقوم وقدَّموا له الطّعام ليأكل منه فامتنع، فيسألونه عندها إذا كان له طلب حتى يستجيبوا له، فإذا استجابوا له أكل بعدها، وإذا رفضوا الاستجابة له لا يأكل، ويغادر ونادراً جداً أن لا يأكل الضيف، فعندما رأى الملائكة الخوف على وجه إبراهيم، قالوا لإبراهيم: لا تخف إنا رسل ربك إنا أرسلنا إلى قوم لوط. وإذا قارنا هذه الآية وهي قوله تعالى: