﴿لَحَقٌّ﴾: اللام لزيادة التّوكيد، أي: ما ذكر من الآيات والرّزق وما توعدون من البعث والحساب والجزاء حق وصدق ثابت لا يتغيَّر، أي: لا يكون غير ذلك.
﴿مَا﴾: لزيادة التّوكيد.
فانظر إلى توكيد هذا القسم باستعمال (إن) و (اللام) و (ما) كلها أدوات تؤكِّد هذا الخبر الذي ينكره الإنسان.
﴿إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾: وكل ما ذكر وما يذكره الله سبحانه هو حق فلا تكونوا من الممترين، تنطقون: تدل على التّجدُّد والتّكرار.
﴿مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾: أي: إن كل ما توعدونه من البعث والحساب والجزاء وغيره حق مثل ما تنطقون أو مثل نطقكم الذي لا تنكرونه أبداً، أو إنّه لحق كما حقَّ أن يكون الإنسان خلقاً ناطقاً.
﴿حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ﴾: ضيف مصدر يطلق على الواحد والاثنين والجماعة؛ أي: ضيوف إبراهيم، وسمَّاهم ضيفاً؛ لأنّهم جاؤوا في صورة الضّيف أو نزلوا ضيفاً على إبراهيم، وقيل: كانوا ثلاثة من الملائكة أو أكثر، والله أعلم بذلك، ومما يدل على أنهم أكثر من واحد (قيل: كانوا ثلاثة) قوله تعالى: (المكرمين) الدالة على الجمع.
﴿الْمُكْرَمِينَ﴾: أي: هم مكرمون عند الله تعالى، بالجاه والشرف والقرب