للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والاختلاف يعود إلى أنّ الربوا بهذه الهيئة جاءت في سياق الربوا الكثير المتكرر، والربا بهذه الهيئة جاءت في سياق ذكر الربا القليل، أو غير المتكرر.

﴿لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾:

﴿لَا﴾: النّافية.

﴿يَقُومُونَ﴾: من قبورهم يوم البعث؛ أي: يخرجون من الأجداث.

﴿إِلَّا﴾: حصراً وقصراً.

﴿كَمَا﴾: الكاف: كاف التشبيه.

﴿يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾: المس: الصرع؛ أي: لا يقوم من قبره إلَّا كما يقوم المصروع من صرعه، أو المجنون من جنونه، أو نوبة جنونه.

والممسوس: المجنون؛ الّذي اختلط عقله.

كيف يقوم؟ يقوم على غير استواء، واتساق، ويسقط كلما نهض، ويتأرجح يمنة ويسرة، ثم يقع على الأرض، فيحاول الوقوف فيسقط وهكذا.

﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾:

﴿ذَلِكَ﴾: اسم إشارة؛ للبعد، إشارة إلى ما يحدث لهم يوم القيامة بسبب أكلهم الربا، وقد نُهُوا عنه.

وقولهم: ﴿إِنَّمَا﴾: كافة مكفوفة تفيد التّوكيد.

﴿الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾: أي: اعتقدوا بأنّ الزّيادة الربوية عند حلول أجل الدَّين مثل أصل الثمن في العقد؛ أي: شبهوا الربا بالبيع؛ فاستحلوه.

وقالوا: إنما البيع مثل الربا، والأصل أن يقولوا: إنما الربا مثل البيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>