والحاملات وقراً: آية أخرى من آيات الله تعالى أو جند من جنود السموات والأرض يقسم الله بها لأهميتها في حياة الناس. وهذه هي الوظيفة الثانية للرياح حمل السحب الركامية.
سورة الذاريات [٥١: ٣]
﴿فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴾:
وهذه هي الوظيفة الثالثة للرياح.
الفاء عاطفة تعود على الرياح. ارجع إلى الآية السابقة.
الجاريات: جمع جارية: أي: الفلك، أي: السفن التي تجري على سطح الماء في البحار والمحيطات، وفي الآية (٢٤) من سورة الرحمن قال تعالى: ﴿الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِى الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾، وفي الآية (٣٢) من سورة الشورى قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِى الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾، فما الفرق بين الجاريات والجوار؟ فالجاريات من حيث اللغة: يراد بها الوصف، والجوار: يراد بها الاسم؛ ارجع إلى سورة إبراهيم آية (٣٢) للتعليل العلمي لجريان الفلك على سطح الماء. وتوربينات الرياح التي تولِّد الطاقة الكهربائية.
يسراً: جرياً بسهولة أيْ: يسر ومن دون كلفة. وكما قال تعالى: ﴿رَبُّكُمُ الَّذِى يُزْجِى لَكُمُ الْفُلْكَ فِى الْبَحْرِ﴾ [الإسراء: ٦٦].
سورة الذاريات [٥١: ٤]
﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾:
وهذه هي الوظيفة الرابعة للرياح.
الفاء عاطفة تعود على الرياح المقسمات جمع المقسمة اسم فاعل من الفعل الرباعي قسَّم.
الرّياح المقسمة للأرزاق مثل الرّياح اللواقح التي تحمل هباءات الغبار لتلقح بها السحب التي تسبب المطر الذي نشرب منه، والذي ينبت به الزّرع والزّيتون والنّخيل، ومن كل الثمرات.
وقيل: المقسمات أمراً: الملائكة: لأنها تقسم الأرزاق، أو تقسم المطر أو الرزق بين العباد.