﴿يَوْمُ الْخُلُودِ﴾: الخلود هو استمرار البقاء من وقت مبتدأ، أيْ: من زمن دخولها، أمّا الفرق بين الخلود والدّوام، فالدوام استمرار البقاء في كلّ الأوقات ليس هناك بداية أو نهاية، أمّا الخلود فيعني الدّوام، ولكن فيه بداية تبدأ من زمن الدّخول وليس له نهاية.
﴿لَهُمْ﴾: لأهل الجنة، اللام لام الاختصاص والاستحقاق لهم خاصة.
﴿مَا﴾: بمعنى الذي أو مصدرية. وهي أعم وأشمل من الذي.
﴿يَشَاءُونَ فِيهَا﴾: أيْ: لهم في الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من النّعيم والخيرات وكلّ ما يخطر على البال.
﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾: لدينا من النّعيم والخيرات ما لم يخطر على البال والعقل أيضاً، ومن أعظم المزيد هو رضوان الله تعالى، ومن أعظم النّعيم لذة النّظر إلى وجهه الكريم ﷾.
لنقارن هذه الآية (٣٥) من سورة (ق) وهي قوله: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا﴾ أخَّر (فيها).
والآية (١٦) من سورة الفرقان، وهي قوله: ﴿لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ﴾: قدَّم (فيها).
فيها تعني الجنة قدَّم (فيها) في آية الفرقان؛ لأنّ الحديث أو السّياق عن الجنة، وليس أهل الجنة، أما السياق في آية (ق) في أهل الجنة أنفسهم، وليس الجنة بحدِّ ذاتها، ولذلك أخَّرها.