هناك مقالة محذوفة، وأنّ الكافر قال لما قال: ألقياه في العذاب الشّديد قال: رب هو أطغاني وأضلني، فهو يحاول أن يجد له عذراً أو مبرِّراً لعدم إلقائه في النّار، فيتهم قرينه الشّيطان، فأجاب الشّيطان (القرين) ربنا ما أطغيته ما النّافية، أطغيته، أيْ: ما أوقعه في الطّغيان (الكفر والشرك والعصيان).
﴿وَلَكِنْ﴾: حرف استدراك وتوكيد.
﴿كَانَ فِى ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾: في بعد عن الحق يصعب الرّجوع عنه، أو تمادى في طغيانه وفساده وبعد عن الحق بنفسه، واستمر على ذلك حتى مات من دون توبة.
قال الرّب ﷾ عندما رأى كلّاً من الكافر والقرين (الشيطان) يختصمان.
﴿قَالَ لَا﴾: لا النّاهية.
﴿تَخْتَصِمُوا لَدَىَّ﴾: أيْ: عندي الآن، أو لا فائدة في اختصامكم الآن.
﴿وَقَدْ﴾: الواو حالية تفيد التّوكيد، قد للتحقيق والتّوكيد.
﴿قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ﴾: أيْ: أنذرتكم ذلك في الدّنيا بإرسال الرّسل وإنزال الكتب، الوعيد يكون بالعذاب غالباً مثال على الوعيد، فأمّا من طغى وآثر الحياة الدّنيا فإنّ الجحيم هي المأوى، الوعيد: دائماً يكون في الشّر، أمّا الوعد: فقد يكون في الخير أو الشّر، الوعد المطلق يدل على الخير الوعد المقيد قد يدل على الشّر.