السّبب: أنّ آية (ق) جاءت في سياق ﴿أَنْ جَاءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ﴾ فهذا أمر عجيب فلم يؤكد، أما في آية هود فجاءت في سياق الولادة، وهي عجوز وبعلها شيخ؛ فهذا أكثر عجباً من مجيء المنذر، فلذلك أكد بإن واللام: ﴿أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِى شَيْخًا﴾، أما آية (ص) فجاءت في سياق الإشراك بالله والآلهة، وهذا منتهى العجب، وهي اتخاذ الأصنام آلهة، فقال: ﴿إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ﴾ فأكد بإن واللام، وأبدل كلمة عجيب بعجاب.
﴿أَإِذَا﴾: الهمزة للاستفهام الإنكاري والتّعجب، إذا ظرفية تفيد الحتمية.
﴿مِتْنَا﴾: بكسر الميم، أيْ: موت عادي طبيعي. ولو ضم الميم فقال: أإذا مُتنا: لكان موتاً غير عادي مثل الموت في سبيل الله، وهذا من خصائص القرآن. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٥٧) للبيان.
﴿وَكُنَّا تُرَابًا﴾: بعد الموت والتّحول إلى تراب في القبور. ولم يقل: تراباً وعظاماً حذف العظام، واكتفى بذكر التراب الدال على كلاهما.
﴿ذَلِكَ﴾: اسم إشارة واللام للبعد، ويشير إلى التّحول إلى تراب.
﴿رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾: رَجْعُ: مصدر لفعل رجع؛ أي: رجوع مستبعد بعيد عن التّصديق والإدراك والفهم أن يعاد الإنسان إلى الحياة مرة ثانية للحساب والجزاء بعد أن تحول إلى تراب.