﴿تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ﴾: تعرفهم يا محمّد ﷺ بسيماهم: بعلامتهم، وآثارهم، هي السمة، أو العلامة الّتي يعرف بها الشّيء، والباء: للإلصاق.
وفيها ثلاث لغات: سيما (مقصورة)، أو سيماء (ممدودة)، أو سيمياء (بزيادة ياء أخرى مثل كبرياء).
﴿تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ﴾: وهي سيما الفقر، والحاجة، والخشوع، ورثاثة الهيئة، واللباس البسيط.
﴿لَا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾: ﴿إِلْحَافًا﴾: أي: إلحاحاً، يقال: ألحف في المسألة؛ أي: ألح عليه، فهو ملحف؛ أي: لا يسألون النّاس بإلحاح، ولا من دونه؛ أي: لا ملحفين، ولا غير ملحفين. النّاس: ارجع إلى الآية (٦) من نفس السورة لمزيد من البيان.
فهذه الآية تحث على الإنفاق على هؤلاء، فهم أشد النّاس حاجة إلى الصدقة من غيرهم من الفقراء، والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب؛ أي: الإنفاق الأفضل أن يكون لمن هم أشد حاجة من النّاس.
نعود إلى آيات الإنفاق، وما تنطوي عليه، وليس فيها تكرار، كما يظن البعض.
فيقول سبحانه: ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ﴾: الآية تتحدَّث عن مادة الإنفاق، المال وغيره، والطعام، والخير المال وغيره.