﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ﴾: حرف استدراك وتوكيد؛ أي: هناك طائفة مستثناة من هؤلاء المذكورين سابقاً: هم الذين حبَّب الله إليهم الإيمان.
﴿وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ﴾: وأمدّهم الله بالإيمان والتّوفيق والهداية. وزيّنه في قلوبهم: أي حسّنه وحبّبه إلى قلوبهم؛ كلمة الزينة: تشمل الزينة الخارجية أو الداخلية؛ أي: الباطنة التي تشمل الاعتقادات الحسنة، وزينة الإيمان والطهارة … وغيرها؛ وكره إليهم الكفر والفسوق: الخروج عن طاعة الله ورسوله وعن الدّين، والعصيان: مخالفة أوامر الله ورسوله، فلم يتّهموا بني المصطلق ويحثّوا على محاربتهم من غير تحقيق في الخبر.
﴿أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾: أولئك اسم إشارة واللام للبعد وتفيد المدح وإشارة إلى منزلتهم العالية، هم: تفيد التّوكيد، الرّاشدون: الرّشاد هو إصابة الحق واتّباع طريق الاستقامة؛ أي: الرّشد الاستقامة على طريق الحق. وهناك فرق بين الرُّشد بضم الراء ويستعمل في سياق الأمور الدّنيوية والأخروية، والرَّشد: بفتح الرَّاء يستعمل في سياق الأمور الأخروية (الآخرة) فقط. ارجع إلى سورة النساء آية (٦) لمزيد من البيان.
والرّشاد، قيل: هو الصّلاح ويعني حبّ الإيمان. والرّاشدون: تدلّ على صفة الرّشد صفة ثابتة عندهم لا تتغير.
﴿فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً﴾: أي هدايتهم وكونهم راشدين هو فضلٌ من الله ونعمة، أو رشدهم وتحبيب الإيمان لهم وتزيينه في قلوبهم، وكراهية الكفر والفسوق والعصيان هو كلُّه فضلٌ من الله: والفضل هو الزّيادة على ما يستحقّون