للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مصدرية، فعلتم: من الخطأ واتّهام الغير بغير الحق أو الإساءة لهم، نادمين: من النّدم وهو الشّعور بالغمّ والأسى على وقوع شيء مع تمنّي لو أنّه لم يقع.

سورة الحجرات [٤٩: ٧]

﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾:

﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ﴾: أن للتوكيد، فيكم رسول الله: قدّم فيكم؛ للتوبيخ، توبيخ بعض المؤمنين لجعل رأي رسول الله تابعاً لرأيهم، والواجب والمطلوب تقديم رأي رسول الله ، واعملوا إن كذبتم على رسول الله فالله سبحانه سيطلعه على ذلك فلا تقولوا إلا الحق والصدق، وهذا إنذار وتهديد لكل من يفتري على رسول الله سواء في محياه أو بعد مماته.

﴿لَوْ يُطِيعُكُمْ﴾: لو: حرف امتناع لامتناع، امتنعت طاعته لكم فامتنع العَنَت عنكم.

﴿فِى كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ﴾: أي فيما تخبرونه أو تطلبون منه القيام به، وكلّ ما يحلو لكم، كما حدث حين أشار بعض الصحابة لرسول الله بمحاربة بني المصطلق بعد سماعهم الخبر الكاذب، ولكنه لا يُطيعكم غالباً قبل أن يتبيّن له الحق والصدق، وقوله: (في كثير من الأمر): ولم يقل كلّ الأمور فلم ينسب جميع ما يقولونه بالخطأ والكذب، فهناك بعض ما يقولونه صدق وحق.

وقوله: لو يطيعكم: عبّر بصيغة المضارع ولم يقل لو أطاعكم؛ لدلالة التكرار والتجدد في أن يُطيعهم في بعض الأمر (وهناك فرق بين الطّاعة والاستماع) ولو يطيعكم في كثير من الأمر.

﴿لَعَنِتُّمْ﴾: اللام للتوكيد، والعنت: هو المشقة والضرر والشدة؛ أي: لوقعتم في المشقة والضرر والإثم بسبب عدم سداد رأيكم أو معرفتكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>