﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ﴾: أن للتوكيد، فيكم رسول الله: قدّم فيكم؛ للتوبيخ، توبيخ بعض المؤمنين لجعل رأي رسول الله ﷺ تابعاً لرأيهم، والواجب والمطلوب تقديم رأي رسول الله ﷺ، واعملوا إن كذبتم على رسول الله ﷺ فالله سبحانه سيطلعه على ذلك فلا تقولوا إلا الحق والصدق، وهذا إنذار وتهديد لكل من يفتري على رسول الله ﷺ سواء في محياه أو بعد مماته.
﴿فِى كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ﴾: أي فيما تخبرونه أو تطلبون منه القيام به، وكلّ ما يحلو لكم، كما حدث حين أشار بعض الصحابة لرسول الله ﷺ بمحاربة بني المصطلق بعد سماعهم الخبر الكاذب، ولكنه ﷺ لا يُطيعكم غالباً قبل أن يتبيّن له الحق والصدق، وقوله:(في كثير من الأمر): ولم يقل كلّ الأمور فلم ينسب جميع ما يقولونه بالخطأ والكذب، فهناك بعض ما يقولونه صدق وحق.
وقوله: لو يطيعكم: عبّر بصيغة المضارع ولم يقل لو أطاعكم؛ لدلالة التكرار والتجدد في أن يُطيعهم في بعض الأمر (وهناك فرق بين الطّاعة والاستماع) ولو يطيعكم في كثير من الأمر.
﴿لَعَنِتُّمْ﴾: اللام للتوكيد، والعنت: هو المشقة والضرر والشدة؛ أي: لوقعتم في المشقة والضرر والإثم بسبب عدم سداد رأيكم أو معرفتكم.