بعد ذكر حال الّذين كفروا وحال الذّين آمنوا يذكر في هذه الآيات واجب المؤمنين إذا نشبت بينهم وبين الذين كفروا حرب.
﴿فَإِذَا﴾: الفاء فاء السّببية، إذا: ظرف للزمن المستقبل وتفيد حتمية الحدوث متضمن معنى الشّرط.
﴿لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: اللقاء هنا يعني: الحرب أو القتال.
﴿فَضَرْبَ الرِّقَابِ﴾: الفاء رابطة للجواب، ضرب الرّقاب: أيْ: فاضربوا رقابهم ضرباً (مجازاً عن القتل) جاء بالمصدر ضرب للتوكيد؛ لأن ضرب الرّقبة يعني: القتل بسرعة أو الإسراع في القتل، والقتل بأبشع صورة، ونصب الضربَ ولم يأت بالرفع كقوله: فضربُ الرّقاب؛ لأنّ الضرب موقوف بالمعركة بزمن المعركة وليس أمراً دائماً.
﴿حَتَّى﴾: حرف نهاية الغاية.
﴿إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ﴾: إذا: ظرفية شرطية. أثخنتموهم: أيْ: أكثرتم فيهم القتل أثخنتموهم بالجراح، والإثخان هو الإكثار من قتل العدو حتّى يضعف ويوهن ولا يقدر على النّهوض والوقوف أمامكم.
﴿فَشُدُّوا الْوَثَاقَ﴾: أيْ: فأسروهم، وأحْكِمُوا القيد قيد من أسرتموهم حتى لا يفلتوا منكم، والوثاق بفتح الواو: اسم لما يوثق به كالقيد والحبل، الإسار ما