﴿وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾: ما النّافية، أنا إلا أداة حصر، نذير مبين: الإنذار هو الإعلام من التّحذير والتّخويف إعلان مقترن بتهديد، نذير مبين: منذر لكلّ فرد منكم، مبين: تام الإنذار لا أخفي منه شيئاً، نذير صيغة مبالغة، أيْ: وكثير الإنذار، نذير لأمتي وللناس كافة ونذير لمن خالف منهج الله تعالى.
لنقارن هذه الآية (٩) من سورة الأحقاف وهي قوله: ﴿وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾، والآية (١١٥) من سورة الشّعراء وهي قوله: ﴿إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾:
آية الأحقاف جاءت في سياق الدّعوة والحوار، وآية الشّعراء جاءت في سياق التحدي والمحاربة والتّكذيب للرسل، ولذلك استعمل (إن) الأشد نفياً من (ما) في سورة الشّعراء.
﴿قُلْ أَرَءَيْتُمْ﴾: ارجع إلى الآية (٤) من نفس السّورة للبيان والخطاب موجَّه إلى الّذين كفروا وكذبوا بالرّسول ﷺ وبالقرآن.
﴿إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ﴾: إن شرطية، كان من عند الله: أي: القرآن على سبيل الحقيقة وليس الاحتمال والافتراض؛ أي: هو حق من عند الله تعالى.
﴿وَكَفَرْتُم بِهِ﴾: أيْ: واستمررتم وأصررتم على كفركم، جواب الشّرط محذوف، وتعني: من سيكون أشد منكم كفراً.
﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِى إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ﴾: قيل: هو عبد الله بن سلام، شهد على مثله: مثل القرآن شهد على مثل ما في القرآن في التّوراة،