﴿فَأَحْيَا بِهِ﴾: بالماء، وهذه الآية تشير إلى دورة الماء على الأرض. ارجع إلى سورة المؤمنون آية (١٨).
﴿الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾: بزمن قصير أو طويل، ولم يقل: من بعد موتها: أيْ: مباشرة من بعد موتها، كما يحدث في كلّ عام. ارجع إلى سورة الحج آية (٥، ٦٣)، وسورة فصلت آية (٣٩) وسورة الأنعام آية (٩٩) لمزيد من البيان.
﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ﴾: تغيرها من حال إلى حال، يحولها من ريح طيبة لينة إلى ريح عاصفة مدمرة، ومن ريح حارة إلى باردة إلى سامة (ريح السّموم)، ومن ريح باردة إلى ريح صرصر عاتية، وتصريفها باتجاهات مختلفة تحمل معها السّحاب أو الغبار، والرياح في القرآن تأتي في سياق الخير، وأما الريح تأتي في سياق الضر أو الشر والدمار.
﴿آيَاتٌ﴾: كونية.
﴿لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾: اللام لام الاختصاص، قوم يعقلون: إذا فكروا بهذه الآيات لأدركوا الحقيقة أنّ الّذي أنزل من السّماء رزقاً وصرف الرّياح وبثَّ فيها من كلّ دابة هو الإله الحق الخالق المدبر الواحد الّذي يجب أن يُعبد ويُطاع.
﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ﴾: تلك: اسم إشارة، واللام للبعد للدلالة على علو شأنها وعظمتها، وتشير على الآيات المتقدمة الّتي ذكرها في الآية (٣، ٤، ٥).
﴿نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ﴾: نتلوها: من التّلاوة أصل التّلاوة اتباع الشّيء بالشّيء نتلوها آية بعد آية: والتّلاوة لا تكون إلا من كتاب الله، والتّلاوة قراءة وليس كلّ قراءة تلاوة، والتّلاوة لا تكون إلا بكلمتين بالحق: الحق هو الشّيء الثّابت