وهو ربكم ورب آبائكم الأولين؛ أي: هو خالق السّموات والأرض وخالقكم وخالق آبائكم الأولين ورازقكم ومدبّر أموركم والمنعم عليكم، فهو المستحق للعبادة لا غيره.
سورة الدخان [٤٤: ٩]
﴿بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾:
هذا جواب سؤاله: إن كنتم موقنين؛ أي: هم غير موقنين بل هم في شكٍّ يلعبون.
﴿بَلْ﴾: للإضراب الانتقالي.
﴿هُمْ﴾: للتوكيد، والضمير يعود على الغير موقنين بالبعث والحساب.
﴿فِى شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾: فبدلاً من الإيمان به وتوحيده وطاعته والإيمان بالبعث والحساب، هم في شكٍّ: الشّك هو تساوي طرفي الإثبات والنّفي، فهم لا زالوا في تردّد وحيرة بين التّصديق والتّكذيب في ربوبية الله تعالى وألوهيته وتوحيده، يلعبون: اللعب هو اللهو الّذي يصرف العبد عن واجباته؛ أي: يلعبون بدنياهم ويلعبون بدينهم وعقيدتهم ويقلدون آباءهم، أو حسب ما تقتضيه شهواتهم وأهواءهم.
﴿فَارْتَقِبْ﴾: الرّقيب هو الّذي ينتظر ويراقب بكلّ الوسائل؛ لكي لا يخفى عليه أيُّ عمل من أعمال المُراقب أو المراقبة، والخطاب موجّهٌ إلى رسول الله ﷺ.
ارتقب السماء ﴿يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾: اختلف في هذا الدّخان فقد قيل: إنّه لم يحدث بعد وأنّه من أشراط السّاعة كما بيّنت الأحاديث الصّحيحة والحسنة، ويمكث في الأرض (٤٠) يوماً فيصاب المؤمنون منه كهيئة الزّكام