للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السّماء الدّنيا، ولو قال نزلناه، لكان يعني: نزلناه منجّماً؛ أي: مفرّقاً على دفعات وخلال (٢٣) سنة. ارجع إلى سورة البقرة آية (٤) لمزيد من البيان.

﴿فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾: ليلة: مفرد جمعها ليالي، وفي اللغة: من غروب الشمس إلى طلوع الفجر التّالي. في: ظرفية، ليلة مباركة: هي ليلة القدر؛ أي: الّتي ابتدأ فيها إنزال القرآن، مباركة؛ لأن القيام فيها لرب العالمين بالعبادة الذكر والدعاء خير من عبادة ألف شهر، وتنزل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربهم من كلّ أمر، تنزل بالرّحمة والبركات، ولأن الله سبحانه اختارها من بين الليالي، ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر الله ما تقدّم من ذنبه (رواه البخاري ومسلم).

﴿إِنَّا﴾: تكرار إنَّا للتوكيد.

﴿كُنَّا مُنْذِرِينَ﴾: من الإنذار وهو الإعلام مع التّحذير والتّرهيب، منذرين من عدم طاعة الله سبحانه واتباع أوامره ومخالفة آياته، منذرين النّاس من الشّرك والكفر والمعاصي.

سورة الدخان [٤٤: ٤]

﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾:

﴿فِيهَا يُفْرَقُ﴾: فيها: تعود على ليلة القدر المباركة، يفرَق: يفصل أو يقدّر فيها الأرزاق والآجال والمقادير والأحداث في الكون من زلازل وخسف وفيضانات وصواعق، وغيرها من الأمور، فهي ليلة القضاء والحكم يوزّع على الملائكة تدبير العام القادم من موت ورزق وإحياء وخير وشر.

﴿كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾: كلّ أمر صادر عن الله سبحانه هو أمر حكيم، مبني على الحكمة، هناك أمور محكمة لا تبديل فيها ولا تغيير، وهناك أمور يمكن أن تتغير وتتبدل.

<<  <  ج: ص:  >  >>