للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾: اللام لام التّعليل، سخرياً: أيْ: ليساعد بعضهم بعضاً في سُبل العيش والخدمة، هذا بماله وهذا بعمله، فالطّبيب يحتاج إلى الخباز، والخباز يحتاج إلى الطّبيب، فلو تساوى النّاس في الغنى وفي الحِرف ولم يحتاج بعضهم إلى بعض لتعطَّلت سبل معاشهم وحاجتهم لغيرهم، وهناك فرق بين سُخرياً بضم السين، وسِخرياً بكسر السين، كما ورد في قوله تعالى: ﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا﴾ [المؤمنون: ١١٠] التي تعني: السخرية والاستهزاء، وأما سُخرياً بضم السين: من التسخير؛ أي: يخدم بعضهم بعضاً، والتسخير له معنى آخر هو التذليل كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِى الْأَرْضِ﴾ [الحج: ٦٥].

﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾: رحمة ربك، أي: النّبوة أو الهداية والقرآن ونعمة الإسلام والإيمان أو الجنة، خير: أيْ: أفضل من، ما: ابتدائية استغراقية، ما (الّذي) يجمعون من المال ومتاع الدّنيا، يجمعون بصيغة المضارع لتدل على التّكرار والتّجدُّد.

سورة الزخرف [٤٣: ٣٣]

﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ﴾:

﴿وَلَوْلَا﴾: لولا: حرف امتناع لامتناع.

﴿أَنْ﴾: حرف مصدري يفيد التّعليل والتّوكيد.

﴿يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾: أمة واحدة: على ملة واحدة هي ملة الكفر، أيْ: لولا الخوف أن ينقلب كلّ النّاس كفاراً.

لجعلنا (لحقارة الدّنيا) لكلّ كافر بيوتاً سقفها من فضة ومعارج عليها يظهرون ومصاعد عليها يرتقون وأبواباً من فضة وسرراً وزخرفاً في الدّنيا؛ لأنّ ليس لهم في الآخرة من نصيب؛ لأنّ الدّنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة؛ كما

<<  <  ج: ص:  >  >>