﴿نُورًا نَّهْدِى بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾: به: أي القرآن؛ لأنّه يهدي من الظّلمات إلى النّور، من نشاء: من ابتدائية؛ أي: من نريد والمشيئة تأتي قبل الإرادة، من عبادنا: المؤمنين، من بعضية.
﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِى﴾: إنك، واللام للتوكيد، الخطاب موجّهٌ إلى رسول الله ﷺ، تهدي هداية عامة؛ أي: ترشدهم إلى، وتبين لهم طريق الهداية أو الحق والخير، هداية دعوة أو هداية دلالة، أمّا هداية الله سبحانه فهي هداية خاصة هداية عون؛ أي: هو سبحانه يدخل الإيمان في قلوبهم، ولست أنت، وهذا يفسر لنا قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦].
﴿إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾: أي تهدي إلى دين الله الإسلام، الصّراط المستقيم الّذي لا اعوجاج له. ارجع إلى سورة الفاتحة الآية (٦) والآية (٧) لمزيد من البيان.
في الآية السّابقة قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ وفي هذه الآية عرف الصراط المستقيم بالقول الذي هو: ﴿صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ﴾.
﴿صِرَاطِ اللَّهِ﴾: دين الله، الصّراط المستقيم الّذي هو الإسلام، الصّراط الموصل إلى الغاية العظمى بأقصر زمن ومسافة وبدون عائق.