﴿وَكَذَلِكَ﴾: أي كما أوحينا إلى سائر الرّسل من قبلك، أوحينا إليك. ولمعرفة معنى (أوحينا إليك): ارجع إلى سورة النّساء آية (١٦٣).
﴿رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾: أوحينا إليك قرآناً بأمرنا من شأننا سمّاه (روحاً) فهو الرّوح الحقيقة أو الرّوح الثّانية للإنسان، ويمكن القول: إنّ للإنسان روحين: روح تسري في بدنه وتنفخ فيه حين تشكّله في الرّحم، وروح تحيي القلوب وتهدي إلى خالقها ومبدعها، هذه الرّوح الّتي يغفل عنها كثيرٌ من النّاس وتتمثل في القرآن الكريم.
﴿مَا كُنْتَ﴾: ما: النّافية، كنت: قبل الإيحاء إليك، تدري ما الكتاب: تعرف ما القرآن.
﴿تَدْرِى مَا الْكِتَابُ﴾: ما استفهامية، ما القرآن، وسمّي الكتاب؛ لأنّه مكتوب في الأسطر. تدري: من درى؛ بمعنى: علم، وهناك فرق بين الدراية، والعلم؛ العلم: أعم من الدراية، فالدراية: تكون بمنزلة الإخبار، وتكون بعد الجهل بالشيء، ولذلك لا تستعمل في حق الله تعالى، أما علم أو العلم: يستعمل في حق الله وغيره.
﴿وَلَا الْإِيمَانُ﴾: لا النّافية للجنس؛ أي: ولا تدري؛ أي: تعلم الإيمان بالقول والفعل؛ أي: الشّرائع والتّوحيد والأحكام الرّبانية.