﴿وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ﴾: ومن: تفيد القرب، حجاب: ستار أو حاجز أو مانع (قد يكون إنساناً)، أيْ: رغم قربنا وقربك منا فهناك حجاب يفصل بيننا وبينك. وهذا الحجاب هم أقاموه بنية وقصد.
فالأكنَّة: في قلوبنا، والوقر: في آذاننا، والحجاب: من بيننا وبينك ثلاثة عوائق تمنعنا من قبول ما تدعونا إليه وللإيمان بك.
﴿فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ﴾: الفاء: للمباشرة والتوكيد، اعمل على طريقتك أو دينك، أي: استمر على ما تقوم به ونحن عاملون على ديننا وطريقتنا .. عاملون: جمع عامل تفيد الثبوت … والعمل يشمل القول والفعل.
﴿قُلْ﴾: أيْ: أخبر يا رسول الله هؤلاء المعرضين عن الإيمان بالله والاستماع إلى آياته، والمشركين به والذين يدَّعون أن قلوبهم في أكنة وفي آذانهم وقر وبينك وبينهم حجاب، قل لهم بعد أن أعرضوا: ﴿إِنَّمَا أَنَا﴾: إنما كافة ومكفوفة تفيد التوكيد، أنا: للتوكيد.
﴿بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾: لا أستطيع أن أجبركم على الإيمان. وليست هذه هي وظيفتي إنما وظيفتي الإبلاغ المبين، أيْ: إخباركم أن إلهكم إله واحد.
﴿يُوحَى إِلَىَّ﴾: الإيحاء: لغة هو إعلام بخفاء. ويعني شرعاً: إيصال ما أنزل الله سبحانه وشرعه إلى الأنبياء والرسل والناس أجمعين.
ارجع إلى سورة النساء آية (١٦٣) لمزيد من البيان.
﴿أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾: إنما: للقصر والحصر، واحد: للتوكيد، واحد: لا شريك له ولا ولد ولا صاحبة.
﴿فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ﴾: أي: استمروا بثباتكم على دينه (الصراط المستقيم)