للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قراراً والسّماء بناء، وصوركم وأحسن صوركم، فهو سبحانه قادر على أن يريكم آيات أخرى دالة على قدرته وعظمته وإلوهيته وربوبيته.

﴿فَأَىَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ﴾: الفاء للتوكيد؛ أي: استفهام إنكاري للتوبيخ والتّعجب؛ أي: هذه الآيات الدّالة على كمال قدرته وأنّه الإله الحق الّذي يستحق أن يعبد وحده، وأنتم تنكرون.

أي: ولم يقل أية، جاء بصيغة الكثرة مع أنّ الآيات مؤنثة؛ لأنّ (أي) تدل على الكثرة، وأية تدل على القلة؛ أي قلة آيات الله.

﴿تُنْكِرُونَ﴾: الإنكار: يكون عادة للأشياء الظّاهرة والباطنة، ويكون مع العلم وغير العلم به.

أي: كلّ الآيات واضحة وظاهرة لا يجوز لكم إنكارها لا بشكل ظاهر وعلني؛ أي: بألسنتكم وأفعالكم، ولا بشكل باطني؛ أي: بقلوبكم وصدوركم.

ولمعرفة الفرق بين الإنكار والجحد ارجع إلى الآية (١٤) من سورة النّمل.

سورة غافر [٤٠: ٨٢]

﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِى الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾:

﴿أَفَلَمْ﴾: الهمزة للاستفهام والحث والإنكار على هؤلاء المجادلين في آيات الله والكافرين، والذين يكذبون بالكتاب وبما جاء به الرّسل، لمَ لا يسيرون في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة ومصير الأمم السّابقة الّتي كذبت وعصت رسلها أمثال قوم عاد وصالح ولوط وفرعون. ارجع إلى الآية (٢١) من السّورة نفسها للبيان.

﴿يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ﴾: عدداً؛ أي: كانوا أكثر عدداً من مشركي قريش وأشد قوة: قوة الأجسام

<<  <  ج: ص:  >  >>